أحمد ومنى طفلان اعتادا على نمط معين من الحنان والحب المفتوح وهذا الحب بين حين وآخر يتناقص في درجته حتى يعدّ انقلاباً عاطفياً يترجم مباشرة على أنه انعدام للحب ,الأمر الذي يعني عند بعض الآباء العاطفيين (جناية) تستدعي التفكير بالمزيد من الحب حتى لايُتهما بأنهما عديما الحب لابنهما أو ابنتهما...
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل القسوة في موضعها حب كما أن الحب في غير موضعه قسوة تؤدي إلى الافساد? وهل المبالغة في العاطفة أو التعبير عن الحب الزائد حالة صحية? هذا ما سنعرفه من خلال حوارنا مع الاختصاصي الاجتماعي ياسر خليف ليقول: ( ليس التراخي بأقل ضرر من القسوة )
لاشك أن القسوة والتربية الصارمة تولد خلق ضمير أرعن تميت في نفسه الثقة بالنفس, وتقتل روح الحماسة وتجعله يتحاشى القيام بأي عمل يدافع به عن نفسه.
وليس التراخي في معاملة الصغار بأقل ضرر من القسوة, فقد ثبت أن الطفل الذي ينشأ في تراخ وتهاون يظهر عليه من اضطرابات الشخصية والسلوك اللاسوي مايظهر على الطفل الذي ينشأ على القسوة والتزمت في المعاملة.
ومن أشد الأمور خطراً على نفسية الطفل, أردف خليف: التقلب في المعاملة بين اللين والشدة, فيثاب على عمل مرة ويعاقب على نفس العمل مرة أخرى ويجاب طلبه مرة ويحرم منه مرة أخرى دون سبب معقول والتقلب في المعاملة يجعل الطفل في حالة قلق وحيرة وتهتز ثقته بوالديه وقد يدفعه إلى الكذب والنفاق والفساد.
دائم القلق
وهل الإكثار من التخويف له آثار عليه?
الاكثار من التخويف له آثاره النفسية الخطيرة وقد ينعكس الخوف المكبوت في سن مبكرة على حياة الطفل, عندما يكبر يخشى الناس أولا يرضى أبداً عن تحمل المسؤولية ويصبح دائم القلق.
الموازن الطبيعي وماذا عن إسراف الأهل في التدليل?
فله مواقف متعددة منها الشعور بالنقص وفقد الثقة بالنفس وقتل روح الاستقلال وتحمل المسؤولية ويجب التفرقة بين التدليل والعطف, ففي العطف أخذ وعطاء أما في التدليل في الطفل فهو الموازن الطبيعي الذي يشعر به الصغير حيال الكبير ويبعث في نفسه الشعور بالأمن والطمأنينة اللذين يحتاج إليهما ولكي نعطف على الطفل ونحبه بالرغم مما نراه منه من عيوب.
يتعين علينا يتعين علينا أنه نفهمه فمعرفة الطفل شرط ضروري لتربيته غير أننا كثيراً ماننظر إليه بأعيننا لابمنظاره هو, فنحاسبه كما لو كان كبيراً ونفرض عليه أوامر لايفهمها أويرى فيها نوعاً من التعنت, فالواجب أن يحل التفاهم والفهم والإقناع محل الأمر والنهي وأن نفرض عليه الحرمان إذا اضطررنا على درجات وفي رفق, بمعنى آخر أن تكون الأم قاسية فيكون الأب ليناً والمهم هنا ألا يلمس الأبناء والبنات هذا التناقض التربوي باستبدال الأدوات وبهذا لا يلجأ الطفل الصغير إلى الكبت أو الجنوح باعتباره الوسيلة لحل الصراع الذي يخلقه الحرمان.